عدد المساهمات : 100 تاريخ التسجيل : 07/12/2011 العمر : 29 الموقع : الجزائر
موضوع: قصة زينب بنت النبي السبت يناير 14, 2012 6:59 am
بسم الله الرحمان الرحيم
تقول عائشة رضي الله عنها:
رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يجلس الحسن و الحسين على فخذيه ، و فاطمة الزهراء عن يمينه ، و عليا على يساره ثم تلا قوله تعالى:
{{ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا }}
الجزء الاول
زينب بنت النبي تزوج محمد بن عبد الله خديجة بنت خويلد قبل البعثة المحمدية بخمسة عشر عاما...
فأنجبت له ((القاسم و عبد الله )) ... و ماتا و هما طفلان الأول قبل البعثة ، و الثاني عام الهجرة.
ثم أنجبت له زينب و رقية و أم كلثوم و فاطمة
ولما بلغت زينب سن الثانية عشرة تلفتت نحوها أنظار الشبان من إشراف قريش...
لقد كانت زينب رائعة الجمال و الحسن ، تهفو إليها القلوب ،و ترنو إليها الرغبات .
فكم شريف من أشراف قريش تطلعت إليها نفسه ، و تمنى أن تكون زوجة له .
وليس ذلك عجيبا ،فهي صبية جميلة الخلق و الخُلق ،و هي بنت محمد بن عبد الله ، الحسيب النسيب ، الشريف أبا و أما ، و الذي عظمته قريش و كرمته حتى لقبته بالأمين.
و أمها هي خديجة بنت خويلد ، اشرف امرأة في قريش ،و أجمل نساء مكة ، وأكرمهن سيرة وسمعة ، وأعظمهن حسبا ونسبا .
وكان لخديجة ابن أخت لها يسمى ((العاص بن الربيع )) ، وهو شاب فريشي أصيل ، له مكانة مرموقة بين شباب العرب ، كما كان له سمعة طيبة و سلوك مجيد ، و مروءة كريمة يعرفها أهل مكة ، و يذكرونها دائما بالمدح و الإعجاب .
* * *
كان العاص بن الربيع ذا مال وفير ، و ثروة واسعة اكتسبها من التجارة بين مكة و الشام و اليمن و العراق . لقد كان تاجرا صادقا أمينا ، و كان ذكيا لبقا في معاملة الناس ة التجار..
لهذا كان معظم تجار مكة يعهدون إليه بأموالهم في التجارة ، و يأتمنونه على بضائعهم و أموالهم ، و بذلك اكتسب بينهم مكانة عظيمة ، و احتراما و تقديرا .
وكانت خالته خديجة تقدر فيه هذه المزايا ،و تخصه بكثير من الحب و العطف ، و كانت دار خديجة هي المأوى الذي يأوي إليه العاص بن الربيع كلما قدم إلى مكة من سفر بعيد أو قريب .
وكانت خديجة تستقبله في دارها مرحبة به كولدها الوحيد ، و كانت تعينه بآرائها و أفكارها ، و تشير عليه بما يفيده في حل المشاكل التي تصادفه في الحياة .
و كان محمد بن عبد الله زوج خديجة يرحب به حين يراه في داره ،و يستقبله بالبشر و الترحاب ، و يسمح له في الحين بعد الحين أن يرى بناته و يتحدث إليهن .
و لم لا ؟ إن العاص بن الربيع لم يكن غريبا عن محمد بن عبد الله ، فهما يلتقيان في الجد الثالث ((قصي)) ، و هو بهذا قريشي أصيل ، كريم الحسب ، ينتهي نسبه إلى محمد زوج خديجة ووالد زينب ، كما أنه ابن ((هالة)) أخت خديجة أبا و أما .
* * *
تكررت زيارات بن العاص لدار خديجة ، وتكرر لقاؤه مع بنات خالته زينب و رقية و أم كلثوم و فاطمة؟
و أحس العاص أن شيئا يجذبه نحو زينب ، الأخت الكبرى كلما رآها أو تحدث معها ، و إن كان ذلك نادرا جدا .. ذلك لأن زينب كانت ما تزال صبية تخطو قدماها رو يدا رويدا إلى طلائع الشباب ، فوق ما كانت عليه من الحياء و الخشية و الانزواء.
و لم يكن العاص أكثر شجاعة من زينب.
فهو شاب حيي ٌ خجول ، ذو رقة و أدب هادئ و طبع لطيف.. و هو مع ذلك مكتمل الرجولة ، حسن الهيئة ، نابض بالقوة و الشباب .
و هكذا.. كلما تكررت زيارة العاص لدار خالته خديجة..كلما نما شعوره و تيقظ إحساسه بالحنين و الرغبة و الميل العفيف نحو زينب ابنة خالته.
لقد أصبحت زينب في حياته كل شيء، فهو يتذكرها و هو في سفره، و يحن إلى رؤيتها كلما أشرقت الشمس أو غربت.
لقد أصبحت زينب تملأ فراغ قلبه ، و تندي قفر حياته و تنظر آماله التي يتمناها في القرب منها ، و الفوز بها دون الناس أجمعين.
و لعل ابنة خالته زينب كانت تحس هذا الشعور في ابن خالتها فتتحرك عواطفها نحوه ن و يتيقظ إحساسها نحو ما يضمر لها من الحب و الإعزاز.
أما خالته خديجة ..و هي السيدة التي جربت الحياة ، و عرفت الحب و تذوقته ، فقد أحست من أول لحظة ما يعانيه ابن أختها .. و ما يضمره من إحساس نحو ابنتها زينب .. و ما يفكر فيه من أمال و أحلام.