بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين اما بعد =
خصائص الأسرة الجزائرية
1- تمتاز الأسرة باعتبارها أول جماعة ومنضمة اجتماعية يمكن من خلالها توفير الرعاية والغذاء وكل متطلبات التنشئة الاجتماعية .
2- ترتبط الأسرة بقواعد تنظيمية داخلية يتحدد من خلالها دور كل فرد في الأسرة .
3- تعتبر الأسرة دعامة أساسية من دعائم البناء الاجتماعي فهي منظمة اجتماعية ترتكز عليها بقية منظمات المجتمع .
4- تمثل الأسرة حلقة من التأثير المتبادل بين التأثير والتأثر ببقية الأنظمة الاجتماعية في المجتمع .فان صلاحية الأسرة كنظام اجتماعي يعكس صورة ايجابية على بقية النظم الاجتماعية وان اختلال النظام الاجتماعي الأسري يعكس صدى سلبي على النظم الاجتماعية الأخرى في المجتمع .
5- إن الأسرة هي الوسط الذي يحقق للفرد إشباعه الطبيعي و الاجتماعي بصورة شرعية يقرها المجتمع وذلك تحقيقا لبقاء النوع وتحقيقا لغاية الوجود الاجتماعي وإشباعا لعواطف الأبوة والأمومة والإخوة .
6- تمتاز الأسرة بأنها تمارس قواعد للضبط الاجتماعي على أفرادها ويتم هذا الضبط من خلال التنشئة الاجتماعية التي توفرها الأسرة لإفرادها. فالأسرة التي ترتبط بتطبيق قواعد للتنشئة الاجتماعية السليمة تستطيع أن تكسب أفرادها صفات صادقة من الأمانة والإخلاص والإيثار وذلك على عكس قواعد الضبط الاجتماعي الخاطئ الذي يعكس صفات لا يرضى عنها المجتمع .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
خيري خليل الجميلي,الاتجاهات المعاصرة في دراسة الأسرة والطفولة ,المكتب الجامعي الحديث ,محطة الرمل الإسكندرية ص 10-93
أشكال الأسرة :
1- الأسرة النونية وهي عبارة عن جماعة تتكون من الزوجين وأبنائها غير المتزوجين ,وينتمي الفرد في العادة إلى أسرتين نونيتين ,الأسرة التي تربى فيها وتعرف باسم أسرة التوجيه والثانية التي يقوم بها بدور الأب وهي أسرة التكاثر .
2-الأسرة النونية الممتدة وتتكون من نوعين
ا- الأسرة النونية التي يوجد فيها تعدد الزوجات وتتكون من ذكر بالغ وزوجتين أو أكثر وأطفالهم .
ب- الأسرة النونية التي يوجد فيها تعدد الأزواج وهذا الشكل أكثر قدرة ويكاد لا يكون معروفا في أي مجتمع معاصر على نطاق واسع وتتكون من أنثى بالغة ورجلين أو أكثر وأطفالهم
3- الأسرة المشتركة وهي تتكون من أسرتين نونيتين أو أكثر ترتبط ببعضهما من خلال خط الأب أو خط الأم أي من خلال علاقة الأب والابن أو الأخ وأخيه وكذلك الأخ وأخته وتكاد الإقامة المشتركة تكون هي القاعدة دائما .كما تكون مصحوبة عادة ببعض الالتزامات الاقتصادية .
4- البدنة وهي مجموعة الأسر التي يرتبط بعضها ببعض من خلال سلف البعد من الأب وليست الإقامة المشتركة شرطا ضروريا بالنسبة للبدنة .
ولا يزيد لشرط في بعض الأحيان على مجرد الاعتراف بوجود سلف مشترك وإننا نجد البدنات تنتظم في الغالب أما على أساس الانتماء إلى الأب أو الانتماء إلى الأم .
وقد توجد البنات في بعض الأحيان أيضا كأجزاء من عشائر ولو أن العلاقة بين أفراد العشيرة قد تكون في الغالبية العظمى من الأحوال علاقة افتراضية أي ليس لها أساس من الواقع أو ترجع إلى سلف اسطورى معين أما العلاقة التي تربط أفراد البدنة ببعضهم فترجع في إلى سلف مشترك. (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
(1)علياء شكري,الاتجاهات المعاصرة في دراسة الأسرة والطفولة,دار المعارف الإسكندرية ص 103-105
وظائف الأسرة :
1- الوظيفة العاطفية : هي التفاعل المتعمق بين جميع أفراد الأسر في ظل مشاعر العاطفة بين الوالدين والأطفال عندما يعملون جميعا من اجل مصلحة الحياة الأسرية وحفاظا على كيانها ووحدتها وهذه الوظيفة تحدد الملامح الرئيسية المميزة للأسرة الحديثة .
2- الوظيفة الحضارية: تقوم الأسرة بإعداد أعضائها للمجتمع للعمل والتفاعل والمشاركة الاجتماعية كما أن الأسرة تؤكد أن استمرار الحفارى للمجتمع من خلال إنجاب الأطفال وتربيتهم وجعلهم يلتئمون مع الجيل الحاضر, هذا بالإضافة إلى مسؤولية الأسر في منع أفرادها وتجنبهم اقتراف السلوكيات أللاجتماعية ذات التأثيرات الضارة والتي لاتتناسب مع قيم المجتمع الحضارية فالأسرة مؤسسة لنقل الثقافة إلى الأعضاء تمكنهم على الاندماج المجتمعي ,ويعمل المجتمع بدوره على استقرار الأسرة ومساعدتها على القيام بوظائفها فيضع الأنظمة والتشريعات حفاظا على كيانها وبقائها وتقاليدها بتحديد حقوق وواجبات كل من الزوجين والعلاقات الأسرية وتربية الأطفال وجميع التفصيلات المتعلقة بالعلاقات التي تربط الأسرة بالمجتمع,وعلى هذا يجب أن ترتبط وتتوافق الحياة الأسرية مع ظروف الحياة المجتمعية المتطورة .
3- الوظيفة الاقتصادية: إن الأسرة من التطور الصناعي في المجتمعات المتقدمة تحولت إلى وحدات اقتصادية مستهلكة بعد أن هيأ المجتمع للأسرة منظمات جديدة تقوم بعمليات الإنتاج الآلي وتوفير السلع والخدمات وبأسعار اقل نسبيا .
كما أن الحياة في المجتمعات المتقدمة أجبرت أفراد الأسرة على السعي للعمل خارج محيط الأسرة مما أدى إلى نشأة روابط وعلاقات اقتصادية خارج محيط الأسرة .
ونتيجة الزيادة المستمرة في نفقات المعيشة ورغبة الأسرة في رفع مستوى معيشتها نزلت المرأة إلى ميدان العمل وشاركت في إعالة الأسرة ومساعدة زوجها في تحمل مسؤوليات المعيشة *.
وان نتيجة الحياة في المجتمعات المتقدمة واستمرار تطور السلع والخدمات فان دخل الأسرة لا يستطيع أن يفي باحتياجاتها ومطالبها المتجددة مع الحياة المتطورة مما يسوق الآسرة الحضرية نحو الاستهلاك المتزايد ويهدد امن الأسرة المادي.
4- الوظيفة النفسية: هناك بعض الاحتياجات لا يمكن أن يشبعها الفرد إن في ظل الحياة الجماعية فا الفرد في حاجة إلى الشعور,بالأمن والاحترام والتقدير وهي احتياجات نفسية لاتجد مجال لإشباعها سوى عن طريق الجماعات التي ينتمي إليها الفرد والأسرة علي قمة هذه الجماعات .
فالأسرة توفر لإفرادها علاقات الاهتمام والتكافل والتضحيات والأمن وهي عناصر تساهم في تهيئة جو من الصحة النفسية داخل الحياة الأسرية .
وان طمأنة الطفل في الأسرة وخلق جو من الإشباع النفسي يخلق من الطفل إنسانا متزنا ومستقرا و شاعرا بالانتماء الأسري ويعكس صورة ايجابية على الإحساس بمشاعر الولاء للمجتمع الخارجي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* محمود حسن,الأسرة ومشكلاتها ص 14
وان نجاح الأسرة في تهيئة الجو النفسي المناسب للطفل يتوقف على مدى مايو فره الوالدين لأبنائهما في حياة الأسرة من تجارب وعلاقات طيبة كزوجين مما يؤدي إلى تهيئة جو من الصحة النفسية السلمية للأبناء .
5- حفظ النوع البشرى: تهتم الأسرة بحفظ النوع البشرى من خلال اتصال جنسي مشروع يستلزم تصديق المجتمع وقبوله وذلك وفق قواعد تمثل في جملتها تنظيمات اجتماعية تتحكم فيها العادات والتقاليد المجتمعية وبناء على تعاليم دستورية الاهية ,ففي الشريعة الإسلامية تشير الآية ((وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة )) (1)
وذلك بقصد التعبير واستمرار الحياة الاجتماعية .
6- إعالة الأطفال وتربيتهم: تقوم الأسرة بدور هام في تكوين شخصية الطفل وإكسابه عادات واتجاهات ومعتقدات المجتمع الذي ينتمي إليه .
فالأسرة تقوم بتزويد الطفل بمختلف الخبرات أثناء سنوات تكوينه ,وهي تمثل اكبر قوة اجتماعية لها قوة التأثير وتنمية الشعور بالألفة و المحبة والشعور بالانتماء للأسرة والمجتمع الخارجي ,فان عملية الاتصال داخل الأسرة تنشط انتقال العادات والاتجاهات من الآباء إلى الأطفال وتؤثر تأثيرا دائما وعميقا في تكوين شخصية الطفل