منتديات سوف
السلام عليكم رائرنا الكريم الرجاء منك التسجيل في المنتدى
منتديات سوف
السلام عليكم رائرنا الكريم الرجاء منك التسجيل في المنتدى
منتديات سوف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات سوف

تفضلوا زوارنا الاكارم حملوا وشاهدو ما تريدون
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلاتصل بالمدير على الفيسبوكدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
» برنامج لتصميم مواقع الواب
بحث حول الدولة الاموية I_icon_minitimeالسبت مارس 03, 2012 1:20 pm من طرف شوقي

» اقوى برنامج للكتابة ثلاثية الابعاد 3D
بحث حول الدولة الاموية I_icon_minitimeالسبت مارس 03, 2012 1:01 pm من طرف شوقي

» برنامج لتحرير مقاطع الفديو
بحث حول الدولة الاموية I_icon_minitimeالسبت مارس 03, 2012 11:49 am من طرف شوقي

» فوتو شوب اخر اصدار sc5
بحث حول الدولة الاموية I_icon_minitimeالسبت مارس 03, 2012 11:28 am من طرف شوقي

» كود بيس للمغربية الارضية
بحث حول الدولة الاموية I_icon_minitimeالخميس مارس 01, 2012 12:21 pm من طرف شوقي

» كود بيس للجزائرية الارضية 2012
بحث حول الدولة الاموية I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 29, 2012 2:48 pm من طرف شوقي

» برنامج لحماية الجهاز من الانهيار
بحث حول الدولة الاموية I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2012 1:34 pm من طرف شوقي

» برنامج رائع لتصليح مشاكل النضام
بحث حول الدولة الاموية I_icon_minitimeالجمعة فبراير 24, 2012 10:25 am من طرف شوقي

» ما هو دورك نحوى اسرتك
بحث حول الدولة الاموية I_icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2012 1:39 pm من طرف شوقي

أبريل 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




 

 بحث حول الدولة الاموية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شوقي
شوقي
شوقي


عدد المساهمات : 100
تاريخ التسجيل : 07/12/2011
العمر : 28
الموقع : الجزائر

بحث حول الدولة الاموية Empty
مُساهمةموضوع: بحث حول الدولة الاموية   بحث حول الدولة الاموية I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 13, 2011 6:00 pm



بسم الله الرحمان الرحيم





الطالب: صحراوي شوقي –
الصف: أولـــــــــــــــــــــــــــى ثانوي
المادة:لغة عربية
المدرسة:غربي بشير بن محمد
الأستاذ:
**مقدمة **
العصر الأموي من العصور العربية العزيزة على كل عربي، يؤمن بوحدة الأمة العربية ويسعى من أجل تحقيقها وتجسيدها أمراً واقعاً في الحياة العربية. فهو العصر الوحيد الذي اتسعت خلاله رقعة الدولة العربية، فوصلت إلى حدود الصين في الشرق، وإلى حدود الدول القسطنطينية في الشمال، وإلى قريب من منابع النيل في الجنوب، وإلى بمواتييه في جنوب فرنسا في الغرب. يضاف إلى هذا الاتساع في رقعة الأرض، أن الأمويين تمكنوا بقوة وتصميم أن يحافظوا على وحدة هذه الرقعة عزيزة كريمة، يحدوهم في ذلك إيمانهم الراسخ في استمرار الحياة العربية، من أجل المساهمة في تعزيز مسيرة الحضارة الإنسانية وتمكينها.







الأمويون
وقد انفرد الأمويون عن غيرهم من عرب الجاهلية، أو الذين حكموا من بعدهم بميزة خاصة، هي التمسك بالعروبة القاسم المشترك الذي يجتمع عليه العرب في كل ديارهم في كل الأوقات، فراحوا يدققون في أنساب الخلفاء وأنساب كبار موظفي الدولة، ولا سيام الولاة منهم، فكانوا يعتمدون ذوي الأصول العربية الصافية، ذلك لأنهم كانوا يؤمنون بأن العرب وحدهم هم الذين يمكنهم النهوض بأعباء

أمتهم وشعبهم دون إلا رين. وقد برهنت الفترات اللاحقة بعد سقوط دولة الأمويين صحة رأيهم، فقد أدى الاعتماد على العناصر غير العربية إلى نتائج سلبية قاسية، عملت بقوة على تدمير الأمة العربية وتفتيتها إلى العديد من الأقسام والدويلات، وأهمل الجناح الغربي من ديار العروبة المتمثل بصورة خاصة بالمغرب الكبير منذ العصر العباسي الأول وظل كذلك حتـى نهاية العصور الوسطى. هذا بالإضافة إلى هذه المزية الهامة، فقد سعى الأمويون منذ وقت مبكر إلى دفع عملية البناء الحضارية في كل الميادين الفكرية والمعمارية والإدارية على أسس عربية خالصة مستقلة عن المؤثرات الخارجية قدر الإمكان، وكأنهم كانوا يرون بنظرة دقيقة، أن استمرار الدولة العربية قوية وطيدة الأركان، لن يكون ولن يتحقق إلا بتعزيز الحركة العلمية والحضارية وتقويتها على الأسس العربية المتينة.

من أجل هذا كله نذر الأمويون أوقاتهم لتحقيق ذلك، وكانت أولى النتائج التـي تمخضت عن هذا الواقع، أن
حُرم العديد من شخصيات بني أمية من كان معاوية استلام منصب الخلافة، بحجة أنهم لم يكونوا عرباً خلصاً
من ناحية آبائهم وأمهاتهم. والأمثلة على هذا الواقع كثيرة في التاريخ الأموي، نذكر منها على سبيل المثال،
مسلمة بن عبد الملك، الذي اشتهر كشخصية بارزة في العصر الأموي في الميدان العسكري وبخاصة على

يحلمون الجهة الشمالية حيث الجهة البيزنطية، التـي بقيت ملتهبة طوال هذا العصر، ذلك لأن الأمويين كانوا

منذ أن بن أبي سفيان والياً على الشام بفتح مدينة القسطنطينية عاصمة بيزنطية وإنهاء أسطورتها من الوجود
. وقد اشتهر مسلمة بن عبد الملك بشكل خاص في زمن الوليد بن عبد الملك وسليمان ابن عبد الملك، وظل يعين لقيادة الجيش على هذه الجبهة حتـى أمر بعودة الجيش الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز ومع ذلك فقد استبعد عن منصب الخلافة لأن أمه لم تكن من أصل عربي صريح.

كذلك فإن من أحد الأسباب المباشرة، التـي أدت في النهاية إلى مقتل الخليفة الأموي الوليد الثاني، أنه كان يخطط لجعل ولاية العهد في ابنيه الحكم وعثمان، وهما لأمين من الجواري غير العربيات.

ولعل خير الأمثلة على هذا الواقع، يتجسد في شخصية الخليفة مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين، الذي لم ينفعه ماضيه الحافل بالأعمال العسكرية الجليلة، من أن يجعل وصوله إلى الخلافة من الأمور المبرزة أو العادية، بسبب أن والدته، هو الآخر، كانت أمة غير عربية، وقد اعتاد الناس أن يكون الخليفة عربياً صميماً من جهة أبيه وأمه، أضف إلى ذلك أن الخلافة لم تصله عن طريق الإرث الشرعي المسالم، الذي كان يتجسد ببيعة جماعتيه من معظم رعايا الدولة، لذلك عُدَّ مغتصباً للخلافة، مما أثار عليه موجة من المعارضات والمشاكل شغلته طوال فترة حكمه. وقد أثرت هذه الحالة على موقف المحاربين معه ضد العباسيين في معركة (الزان) الشهيرة، حيث لم يقفوا معه الموقف المناسب، الأمر الذي أدى إلى هزيمة الأمويين وسقوط دولتهم سنة 132هـ/ 750م كما هو معروف.

لكن على الرغم من تمسك الأمويين بمبدأ الاعتماد على العنصر العربي، فقد ظلوا غافلين طوال الوقت عن الأصل الحقيقي الصحيح لسكان المغرب الكبير، الذي يتفق عليه معظم الباحثين على أنه عربي سامي وحامي على حد سواء، وهكذا استمروا في تسمية سكان المغرب الكبير تسمية ظالمة هي تسمية (البربر) ولم يعلموا أنها لا تدل على جنس أو عرق بحد ذاته، بقدر ما تدل على أنها صفة أطلقت على كل الشعوب التـي لا تتكلم اليونانية أو الرومانية، والذين أطلقوها على المغاربة هم اليونان والرومان. ومن هذا المنطلق قام والي المغرب الكبير عقبة بن نافع أثناء قيادته لعملية الفتح العربي في المغرب، قام بمعاملة المغاربة معاملة قاسية، فلم يساو بينهم وبين المشاركة في مسألة توزيع العطاء والغنائم، وظل حتـى نهاية حياته ينظر إليهم نظرة ازدراء بعكس نظرته إلى العرب المشاركة، الذين اعتمد عليهم وأكرمهم غاية الإكرام، وقد أدت به هذه السياسة غير المتوازنة إلى الموت على يد زعيم قبيلة (أوْربة) كسيله في معركة تهوده (سيدي عقبة) الشهيرة، وذلك سنة 65 هـ/ 685م بينما أدت سياسة أبي المهاجر دينار، الذي تولى قيادة عملية الفتح في المغرب لمدة سبع سنوات بعد عزل عقبة بن نافع نتيجة سياسته غير المتكافئة مع المغاربة إلى دخول عدد كبير من المغاربة في الإسلام. وقد تجلت سياسته بتطبيق المساواة والعدالة بين العرب المشاركة وإخوتهم المغاربة في عملية العطاء العام وكذلك في ميدان القيادة والمسؤولية، مما جعل فترة قيادته من أزهى الفترات التـي سبقت مجيء حسان بن النعمان الغساني، الذي جسد المساواة بين الجميع حقيقة واقعة في الحياة المغربية كما أدت من جهة أخرى إلى وقوف عدد كبير من المغاربة إلى جانب الفاتحين العرب، يساعدونهم في الأعمال الحربية ويدلونهم على عورات البلاد المغربية وثغراتها، التـي يمكن من خلالها تنفيذ الخطط العربية بسهولة ونجاح.

مع ذلك فقد بقي العرب ولا سيام القادة منهم، يتفاخرون بـأنهم أولاد وأحفاد أولئك المجموعة من الرجال، الذين فتحت على أيديهم أمصار واسعة في شتى بقاع الأرض في الشرق والغرب وفي الشمال والجنوب، أي في أراضي قارات ثلاث هي إفريقية وأسيا وأوروبا، وأدى بهم هذا التفاخر إلى التعالي على الجميع والزهو في وقت رأوه مناسباً لذلك. نضرب على ذلك مثلاً حياً من بعض الزعماء القياديين بالأندلس في عصر الولاة وهو الصهيل بن حاتم، الذي هاجر إلى الأندلس مع الذين أرسلهم هشام بن عبد الملك إلى المغرب لقمع ثورة الخوارج هناك، ومن المغرب انتقل إلى الأندلس مع الشاميين بعد الاتفاق مع والي الأندلس آنذاك عبد الملك بن قطن. وقد مرّ ذات يوم بمعلم في أحد شوارع قرطبة، وكان يعلم في مجموعة من الصبيان الآية القرآنية الكريمة القائلة "وتلك الأيام نداولها بين الناس" فما كان منه إلا الاعتراض على المعلم، وإن الآية في رأيه كما يعلمها المعلم خطأ وقال: "وتلك الأيام تداولها بين العرب" الأمر الذي يفهم منه، أنه لا يريد مشاركة أحد من غير العرب في أمور الحكم مهما كانت إمكاناته العامة، وذلك لأنه كان مقتنعاً تماماً، أن السيادة يجب أن تبقى حكراً للعرب دون غيرهم من المسلمين الموالي.

ولابد من أن الباحث المتعمق سيرى بوضوح، أن هاجس الأمويين على الدوام كان يتمحور حول مسألة تجسيد الروح العربية في جميع مناحي الحياة، فما أن تخلص عبد الملك بن مروان من مشاغله الداخلية، التـي تجسدت في قمع حركات التمرد، التـي أقضت مضجع البيت الأموي إلى حد كبير، لأنها كثيراً ما هددت الحكم الأموي بالسقوط والزوال في وقت مبكر. ما إن انتهى من هذه الحركات، حتـى بدأ في أكبر عملية حضارية، أراد أن يقوي من خلالها جذور الوجود العربي وأركانه، هذه العملية هي عملية التعريب، التـي
شملت دواوين الدولة برمتها، وكذلك عملة الدولة المتداولة بين الناس. فتعريب الدواوين يؤدي إلى تدعيم
سلطة الدولة العربية إدارياً بعد إن بسطت الدولة سلطتها السياسية على مختلف أرجاء الدولة، وكذلك الأمر
بالنسبة لتعريب النقود. وكل هذا يساعد حتماً على نشر اللغة العربية والتخلص من الموظفين غير العرب، وإتاحة الفرصة للعرب للوصول إلى أرفع المناصب الإدارية وأهمها شأناً، بعد أن كان ذلك يقتصر على غير العرب، الأمر الذي كان يضعف تكوين الدولة القومي، ويتناقص مع سياسة الدولة العامة، ويوهن الثقة بين الدولة والإدارة، ولا يمكن أن تقوى هذه الثقة ما دام موظفوها ليسوا عرباً، وما دامت لغتها غير عربية.

لهذا فقد كان لفكرة التعريب أثرها العظيم في رفع شأن اللغة العربية، حتـى غدت اللغة الرئيسية بعد أن كانت تُعد لغة أجنبية كسواها بالنسبة لأهل البلاد المفتوحة.

وكان من أهم الدواوين التـي شملتها عملية التعريب في عصر عبد الملك بن مروان، ديوان الجند، وديوان الخراج، وديوان الرسائل، وديوان المغانم، وديوان البريد. وكان الذي يقوم بإدارة هذه الدواوين الهامة قبل عملية التعريب، اليونانيون في الشام، والفرس في العراق، والأقباط في مصر، وفي المغرب الكبير الذين يعرفون اللاتينية اليونانية وقد تخلصت عملية تعريب العملة بإلغاء جميع العملات السابقة، واستبدال الدنانير العربية بها، التـي تبلورت في صورتها النهائية في سنة 77 هـ/696 م. وهذه العملة العربية الجديدة المسكوكة باللغة العربية، خلعت على الدولة العربية شخصية مستقلة، وجعلت لها وجاهة بين العرب أنفسهم، وكذلك لدى الدوائر الأخرى. ومنذ ذلك الحين ازدهرت اللغة العربية، وأصبح مقياس التعلم أن يتمكن الرجل من قراءة اللغة العربية وكتابتها. وفيما بعد العصر الأموي أصبحت اللغة العربية أداة التفاهم اليومي في كل الولايات، التـي حكمها الأمويون في الشرق والغرب، وحلت أداة للثقافة العامة محل اليونانية والفارسية والآرامية والسريانية واللاتينية وغيرها. وقد أدى هذا الأمر في الأندلس إلى تطورات خطيرة، كانت ستؤدي إلى خسائر كبيرة، لولا أن الدبلوماسية شغلت دوراً إيجابياً في هذا الشأن. وملخص ما حدث في الأندلس، أن اللغة العربية أصبحت لغة الثقافة في عصر الإمارة الأموية وكذلك لغة الإدارة، واجتذب ازدهار هذه الثقافة إعجاب المستعربين فأقبلوا على تعلمها والاطلاع على إبداعاتها الثقافية بروح المتعلم لا بروح الناقد.

وتراجعت أمام هذا المد الثقافة اللاتينية، وبدت اللغة وكأنها مقياس لامتداد حضارة وانحسار أخرى، مما جعل حماة الثقافة اللاتينية والحضارة القديمة ومعظمهم من رجال الدين، يقومون بعمل يائس لخلق حاجز دموي بين أتباع الحضارتين، من أجل منع النماذج الذي أصبح وكأنه انصهار في بوتقة الحضارة العربية الإسلامية. ودعيت عمليتهم باسم الاستخفاف لدى العرب، وباسم الاستشهاد لدى المستعربين. وكانت عبارة عن قيام بعض أعضاء الحركة بشتم الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وتحقير الدين الإسلامي، على الرغم من أنهم كانوا يعرفون بذلك المصير، الذي ينتظرهم فيما لو أحيلوا إلى دائرة القضاء حيث سيطلب القاضي منهم التراجع عن أقوالهم وإعلان التوبة، فإن أصروا على ما هم فيه أُعدموا. لكن هذه الحركة لحسن الحظ لم تستمر طويلاً، فقد تحرك فريق آخر من المستعربين من كبار الموظفين لدى الدولة العربية، وانضم إلى هذا الفريق بعض رجال الدين، بعد إن تأكد لهم أن هذه الحركة غير مجدية، وستنزل الأذية بمصال
ح المستعربين واستطاع هذا الفريق أن يحصل على حكم كنسي باعتبار هذا العمل مارقاً ومنافياً لأحكام الدين المسيحي.

ولا ترانا نبتعد عن الواقع والصواب، إذا قلنا أن عملية التعريب هذه كانت أبعد أثراً من المعارك والفتوح في باب توطيد أركان وأسس الدولة العربية، وبخاصة أنها ساعدت على التحرر الاقتصادي العام من السيطرة الأجنبية، وأعطت الدولة فرصة ذهبية للإشراف على شؤونها العامة.

وعلى الرغم من أن الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، كان قد ركز بشكل خاص على إعادة المثل الإسلامية العليا إلى الحياة العامة، فإنه أي عمر بن عبد العزيز، أعطى أوامره للسمح بن مالك لخولاني والي الأندلس للأمويين، أن يقوم بتخصيص جزء من أراض الخراج هناك ويعطيها لمجموعات عربية تسكن فيها بصورة دائمة، بعد أن أقنعه السمح بن مالك بضرورة بقاء العرب هناك، لأن عمر بن عبد العزيز كان عازماً في بداية حكمه على سحب العرب من الأندلس بسبب مخاوفه على مصيرها في شبة الجزيرة الأيبيرية (الأندلس) النائية والمحاطة بالمياه من معظم جهاتها. وكان يهدف من خلال توزيعه للأرض، الذي يسمح به في مناطق أخرى كالعراق والشام ومصر، أن يجعل العرب يتطلعون إلى الاستقرار في الأندلس بصورة دائمة، الأمر الذي يساعد على انتشار وتحذير مفاهيم العروبة والإسلام. ولعله استوحى خطته هذه من بعض التصرفات المشابهة، التـي قام بها صحابة أجلاء كعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب، الذين أرادوا من خلال هذه الأفعال تعريب الأقاليم المفتوحة، وذلك لأنهم وجدوا من خلال نظريتهم الثاقبة، أن عملية التعريب لن تتم إلا بتثبيت العناصر العربية في هذه البلاد المفتوحة، وبالتالي جعل العرب يشعرون بأن مصالح لهم فيها

أصبحت أمراً واقعاً وهاماً في حياتهم. وكذلك فعل في بعض مناطق خراسان، بعد أن اقتنع بحيوية حركة انتشار الإسلام هناك، بعد أن قابله وفد من أتراك هذه المناطق، وأعلموه بأن ولاة خراسان، يرفضون دخول الأتراك في الإسلام، بحجة أن أموال الجزية ستغدو قليلة، وبالتالي فإن بيت المال سيعاني من نقص في الأموال، وسيقف عاجزاً عن تمويل مشاريع الدولة واحتياجاتها العامة.

من ناحية أخرى فقد كانت مظاهر وملامح ما يكنه الأمويون تجاه العرب والعروبة، تظهر بوضوح في أقوالهم وأفعالهم في كثير من المناسبات الوطنية، وبرهنوا من خلال هذه الأقوال عن عظيم تمسكهم في المسيرة العربية، التـي كانت عندهم من أقدس المقدسات، ولا بد من وضعها في طليعة كل النواحي الأخرى. ولعل أهم ما يجسد هذا الواقع الطيب في تاريخ الدولة الأموية، ذلك القول المشهور للخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، حينما سمع بخبر هزيمة الوالي المغربي عبيد الله بن الحجاب أمام ثورة الخوارج، التي اندلعت في المغرب الأقصى بقيادة ميسرة المغري سنة 122هـ/739م التـي كانت ثورة ضد الدولة الأموية برمتها. قال هشام بن عبد الملك "والله لأغفين لهم غافية عربية ولأبعثهن لهم جيشاً أوله عندهم وآخره عندي". ويدل قول هشام بن عبد الملك في المقام الأول على مدى اعتزاز خلفاء بني أمية بانتمائهم إلى مدرسة العروبة، هذه المدرسة العظيمة التـي لا يختلف عليها أحد.

لكن هذه السياسة العربية الثابتة للأمويين، أدت من ناحية ثانية إلى نتائج سلبية، وكانت في طليعة الأسباب التـي عملت وساهمت في سقوط الدولة الأموية على أيدي العباسين، الذين جاؤوا إلى الحكم بعد عمل متواصل من التنظيم والدعاية والإعلان ضد الأمويين، تحت شعار العمل من أجل إعادة الحق إلى أصحابه الحقيقيين، هذا الحق الذي تجسد بمنصب الخلافة، التـي عمل العباسيون من أجلها تحت شعار (الرضا من آل محمد). وحينما نجحوا في عملهم ضد الدولة الأموية، تنكروا لأصحاب الحق من آل بيت الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وكانوا في معاملتهم مع آل البيت أقسى من الأمويين بأضعاف مضاعفة.

إن الذي ساعد العباسيين على الفوز بمنصب الخلافة، هو اعتمادهم على استغلال وضع الموالي من غير العرب، الذين حرموا حقوقهم في العصر الأموي، ووعدهم العباسيون بتحقيق هذه الحقوق فيما إذا وقفوا إلى جانبهم في حربهم ضد الأمويين. وبالفعل فقد وقف الموالي إلى جانب العباسين، ولا سيام في ولاية خراسان بقيادة أبي مسلم الخراساني، حيث انطلقت الثورة العباسية التـي كان من نتيجتها سقوط الدولة الأموية، التـي وصفت بأنها دولة عربية أعرابية.

فالأمويون كما هو معروف عنهم، أنهم اعتقدوا على الدوام أن الدين الإسلامي، لن يتمكن من أن يصبح القاسم المشترك لجميع الشعوب التـي دخلت الإسلام، لأن هذه الشعوب وبخاصة الفرس والترك بقيت وفيه مخلصة لانتمائها القومي الخالص، وظل تأثير الإسلام فيها هامشياً باهتاً. لذلك نرى أن الأمويين تعصبوا لعروبتهم وجعلوها سابقة على كل معتقد، فكانت في نظرهم القاسم المشترك الذي يجتمع عليه العرب، ومن ناحية أخرى كانت المظلة الوحيدة التـي يستظل بظلها كل العرب. وقد أصاب الأمويون في هذه النظرة البالغة النضوج، لأنهم كانوا يعرفون تمام المعرفة أن الشعوب الأخرى من غير العرب والتي دخلت في الإسلام، لا يمكن أن تتخلى عن مشاعرها الوطنية والقومية الخاصة، وهذا ما حدث بالفعل في العصور التالية حينما تعصبت هذه الشعوب ضد العرب، وضربوا هيبة الخلافة والمصالح العربية طوال العصور الوسطى.
وقد رد الحاقدون على النظرة العربية عند الأمويين، بأن كالوا لهم التهم الظالمة، التـي كان من أخطرها أنهم ابتعدوا عن الإسلام ودعوا خلفاءهم بالملوك لنفي الصفة الدينية عن فترة حكمهم ولابد أن هذه التهم وهذه الادعاءات ابتعدت عن الحقيقة، لأنه من باب الوفاء للإسلام أن ننفي عن الأمويين مثل هذه التهم الظالمة، لأنهم رأوا أن مصلحة الإسلام لا تتعارض مع سلام أن ينتشر ويتطور ويبقى دون العرب، ذلك لأن القرآن الكريم الذي يُعد المصدر الرئيسي للشريعة مصلحة العرب، ذلك لأن العرب بشكل عام هم مادة الإسلام وقوته وزخمه، وما كان للإ
الإسلامية، كتب بلغة العرب. وهذا ما أقره وأكده الأمويون في كل تصرفاتهم السياسية. وقد بدأ بذلك معاوية بن أبي سفيان، فقام بتمتين صلاته مع بني كلب بالشام، فتزوج امرأة منهم هي ميسرون بنت بجدل الكلبية، وقد سارع الكلب يون في الدخول في الإسلام بعد ذلك. وقد أثرت سياستها في نفوس الآراميين من سكان البلاد الأصليين، وشعروا أن قربهم من الخليفة سيساعدهم كثيراً على تحسين أحوالهم، فأسلم بعضهم وبقي بعضهم الآخر على مسيحيته، فعاملهم برفق ولم يشعرهم أن هناك فرقاً بين مسيحي ومسلم، انطلاقاً من أن الجميع عرب يتساوون في الحقوق والواجبات وحينما جاء عمر بن عبد العزيز إلى الخلافة بعد سليمان بن عبد الملك، قام بالعديد من الإصلاحات الإدارية والمالية، منطلقاً بذلك من أسس شرعية إسلامية، لأنه هو الخليفة الأموي الوحيد الذي أ






راد إحياء الشريعة الإسلامية وجعلها الموجه العام لسياسة الدولة، فاعتبره الأمويون نكسة كبيرة لمشروعهم السياسي العربي، الذي يفصل بين السياسة والشريعة، فظلوا يلا تحقونه في السر حتـى تمكنوا من قتله بواسطة السم في منطقة حلب بشمال سورية فمن أعمال عمر بن عبد العزيز على سبيل المثال، والتي كان الأمويون يعملون بعكسها، أن قام بتوزيع العطاء على العرب وغير العرب من الموالي، الذين كانوا يحاربون مع العرب في العديد من البلدان، كخسران والمغرب والأندلس. بينما كان العطاء في الفترة السابقة لحكمه، لا يخضع لقانون معين أو أساس ثابت، بل كان القادة الأمويون في المعسكرات هم الذين يتولون توزيع العطاء وتقسيمه على الجنود، ولكن ذلك كان يخضع في كثير من الأحيان إلى مشيئة القائد ونظرته إلى المقاتلين، فكان يلغي الجنود من غير العرب، ويسجل الجنود العرب في سجلات العطاء، مما جعل الكثير من الجند يشعرون بالمرارة والظلم والحرمان، فكانوا يتذمرون ويطالبون القادة بمنحهم حقوقهم، التـي هي حقوق مشروعة في نظرهم. بعد وفاة عمر بن عبد العزيز عاد الأمويون إلى سابق عهدهم، من حيث اعتمادهم على الشعور العربي والابتعاد عن الشعور الديني، وكان في مقدمة خلفاء الأمويين في ذلك هشام بن عبد الملك، الذي ابتعد كثيراً عن الاهتمامات الدينية، واعتبرها من اختصاص المشايخ والفقهاء، وركز على تعزيز مسيرة الدولة على أساس التفوق العربي على جميع الصعود. وتُعد نظرته هذه نظرة متقدمة جداً في هذا الميدان، ويجب أن تعمم في الحياة العربية، كما عممت في بلدان أوروبا منذ سنين طويلة، مما ساعد الأوروبيين على التخلص من ازدواجية السلطة بشكل عام. لكن نظرته المتقدمة هذه جلبت عليه المشاكل، واتهمه المعارضون بتهم قاسية، كان في طليعتها أنه سمح لواليه على العراق خالد ألقسري بالاستمرار في ولاية العراق، على الرغم من اتهامه بأنه كان يميل إلى المنوية ويصادقهم. واتهمه بعضهم بأنه كان من أوائل الزنادقة في الإسلام، وأنه بني لوالدته كنيسة بالكوفة قبالة المسجد، وأنه تسامح كثيراً مع اليهود حتـى استخدمهم في جباية الأموال والخراج وما إلى ذلك من أعمال إدارية ومالية.
مهما كانت صورة الأمر، فلم يكن الأمويون يقصدون من تصرفاتهم الإساءة إلى الإسلام، بقدر ما كانوا يريدون أن يعلموا الناس طريقة في غاية التقدم والنضوج، هي الفصل بين الحكم والدين، أو كما يعرف بالمصطلح المعاصر، الفصل بين الدين والدولة. ولو كان الأمويون ضد الدين كما اتهمهم بعض المؤرخين، لما كانوا قربوا بعض رجال الدين، ففي عصرهم اشتهر الأوزاعي ورجاء بن حيوه وغيرهما لكن الذي عزز عند الناس مبدأ بعد الأمويين عن الإسلام، هو عدم قدرتهم على فهم متطلبات الحكم وقيادة الدولة، فتغافلوا عن أشياء كثيرة عن قصد أو غير قصد، مما أدى في النهاية إلى إحباط وتدمير مشروعهم السياسي العربي والحضاري. فعجزوا عن إقامة أركان العدل بين الناس، وعجزوا عن فهم الحرية التـي نادى بها الإسلام، وهي سيادة القانون وتطبيقه على القوي مثل الضعيف، وذهبوا إلى السعي الحثيث لإكثار ثرواتهم وأملاكهم والاستئثار بخيرات البلاد على حساب أصحاب الحق والحاجة من أهل البلاد. كما وقعوا في غلط كبير حينما جعلوا من آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أعداء ألداء لهم, فتوسعت شقة الخلاف بين الطرفين، ووصل الأمر إلى مستويات محزنة للغاية، تجسدت بسفك الدماء واغتصاب الحقوق. أضف إلى ذلك فقد غلبت عليهم الميول العصبية القبلية في معظم الأحيان، فانقسم الناس في عصرهم إلى عصبتين متناحرتين، هما القياسية واليمانية.
مهما كانت صورة الأمر، فإن الأمويين على الرغم من أغلاطهم الكبيرة، فإنهم سيظلون في نظر أهل الوعي ومحبي العروبة والمؤمنين بها، رجالاً عظاماً وضعوا للعرب بعامة نظرية خالدة، هي أن بلوغ المجد والرقي، لا يتأتى إلا من خلال التعاون العربي الصادق في كل ميادين الحياة، من أجل أن نعود نحن العرب إلى ما كنا عليه في عصر الأمويين من قوة فاعلة وحية بين الشعوب والأمم المختلفة، وهذا لن يتحقق إلا بالتغلب على الإقليمية والفردية والقبلية والأنانية تحت مظلة العروبة. وهذا إن طبقناه في مستقبل الأيام، فإننا نكون قد استفدنا من تجربة الأمويين، التـي تثير في النفس عند ذكرها مشاعر الأسى والحزن على أول دولة عربية قوية، عصفت بها ريح الخلافات وغياب الوعي. وإذا لم نفعل ذلك نكون قد وضعنا أنفسنا أمام مجاز صعب، لن يؤدي في نهاية المطاف إلا إلى حتمية الفناء والذوبان في محيط الأقوياء.
الادب في العصر الاموي
بعد انتهاء الخلافة الراشدة وانتشار الإسلام خارج الجزيرة العربية انتقل الكثير من القبائل العربية إلى المدن الواقعة في الإطار الجغرافي للدولة الإسلامية. في بدايات العصر الأموي وانتقال العاصمة إلى دمشق، لم ترغب الكثير من القبائل بالانتقال إليها وذلك بسبب تواجد مركز القوة فيها وفضلوا الانتقال إلى المدن التي يكون تأثير الخليفة فيها اضعف خاصة إن عدد منهم في صراع معاوية مع علي بن أبي طالب وقفوا إلى جانب هذا الأخير. كما إن الحروب المستمرة على الحدود الشمالية حدت من إمكانية التبادل التجاري مع بيزنطية وبالتالي إلى خسائر مادية ليست بالقليلة. لذلك فضلت هذه القبائل الانتقال إلى مدن العراق الغنية نظرا للإمكانيات الزراعية الكبيرة التي وفرتها الظروف الطبيعية من ري وارض خصبة. وقد أدى غنى هذه المدن إلى استقطاب الكثير من الشعراء الذين امتهنوا حرفة الكتابة.
أدى الانتقال من الحياة البدوية إلى الحياة الحضرية في البصرة والكوفة ثم لاحقاً في دمشق إلى تغيرات كبيرة في الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والأدبي وتطورت الحياة الفكرية لتشمل الخلفاء والحاشية، من أمراء وكبار موظفي الدولة وإشراف المدن بغض النظر عن منشئهم.
ورغم الاستمرار في النقل الشفوي للشعر إلا إن الكثير من الشعر كان ينقل كتابيا. فمنذ منتصف القرن الثامن الميلادي بدأت كتابة الشعر على الورق الذي تم استيراده من الصين أولا قبل إن تبدأ صناعته في خرسانة فدمشق.
كانت البصرة أحد المراكز المهمة في الحياة الأدبية وخاصة الشعرية وبقيت تتنافس على مركز السيادة في العالم العربي مع الكوفة وليومنا هذا ، فبالبصرة سكن فحول الشعر في العصر الأموي ، الفرزدق . وامتاز شعر البصرة دائماً بالرقة والعذوبة والتجديد عكس الشعر الكوفي الذي امتاز بالمتانة والمحافظة ، وبقيت هذه الخاصية متأصلة إلى يومنا هذا. وكما اشتهرت مكة في الجاهلية بسوق عكاظ فقد اشتهرت البصرة بالمربد ، بل ان المربد كان أعظم أثرا واكبر مساحةً وأطول عمراً من سوق عكاظ بعشرات المرات ، ولم يكن أثره يقتصر على مدينة البصرة فحسب وإنما امتد وانتشر صيته إلى كل العالم الإسلامي . فكان المدرسة التي نما فيها الشعر، وبنيت فيها قواعد اللغة العربية، وتم إثراء الفقه من خلاله، وتخرج منها الكثير من الشعراء والأدباء والفقهاء واللغويون. من المربد تخرج فطاحل العصر الأموي من الشعراء أمثال جرير والفرزدق، بشار بن برد ولاحقاً وأبو لنؤاس ، الفراهيدي وسيبويه، وغيرهم من قمم أعلام اللغة والشعر والفقه.
في العصر الأموي ازدهر الشعر بشكل كبير. وكان أكثر الشعراء في بداية العصر الأموي ينتسبون في معظمهم إلى القبائل العربية الشهيرة التي قدمت من شبه الجزيرة العربية لكال اخط والفرزدق وجرير. ولعل أهم ما في هذه الفترة من عوامل أثرت على الشعر كان الرعاية الرسمية له من قبل الخلفاء والأمراء وقادة الجيش وأيضا وجهاء القبائل. فساعدت هذه الرعاية على توسيع الرقعة الجغرافية لانتشار الشعر وأيضا تطور مواضيعه وأدواته. فكانت العطايا حافزا مهما في ظهور قصائد المدح الجليلة وأيضا في إعطاء شعر الغزل صفات أكثر خصوصية مما كانت عليه في الفترة السابقة.
ولعل العامل المهم الثاني الذي ظهر في هذه الفترة كان احتراف مهنة الشعر، إذ امتهنه عدد لا بأس به من الشعراء. وكان للخليفة وغيره من كبار موظفي الدولة ووجهاء العشائر أثر في توجيه الشعر وتطوره ، وأكثر ما كان هذا الأثر في المحترفين من الشعراء وفي شعرهم وعبرهم.
إما مفهوم الاحتراف فقد عنى تنفيذ السياسة العامة للخليفة الذي ان يحق له التصرف مع الشعراء تمتماً كما يتصرف بقادته العسكريين وفق ما تقتضيه مصلحة الخلافة. إذ كان الخليفة يحدد الطريق الذي يسلكه الشاعر، ففقد فيه هذا الأخير جزءاً من اتجاهه الذاتي الخاص وصار هذا الاتجاه بيد (المعيشة) وهو هنا الخلافة الأموية التي استفاد أربابها من التباين الذي حدث بين وضع الشاعر المالي، وبين موقعه الاجتماعي المؤثر، ومن كونها مصدر الرزق. هذا الواقع هو الذي أفقد الكثير من الشعراء التعبير عن تجربتهم ومواقفهم الخاصة وجعل الشاعر المحترف يحصر نشاطه في التعبير عن مواقف الخليفة (ما شابه شعراء الأمس بصحفيي اليوم).
مداخلة متعددة المصادر
التطور والتجديد في الشعر الأموي.
الأفكار: تميزت الأفكار عموما بوضوحها وعدم المغالاة في إخفائها وراء الكلمات. أهم المواضيع كانت الغزل العذري والاباحي والمديح والذم مثل المناظرات الكلامية الشهيرة بين جرير والفرزدق. كما كان هناك عدد من القصائد التي تناولت المواضيع الدينية ، خاصة وان عددا من الشعراء الذين عاصروا بداية الدعوة الإسلامية كانوا لا يزالوا بين الإحياء.
العاطفة: حتى اللحظة لم يختلف الشعراء في رهافة عاطفيتهم وحساسيتها ولا في صورهم عن شعراء العصرين الجاهلي والراشدي فكانت الدافع المباشر إلى القول وحددت موقف الشاعر ففتحت الباب إلى نفس المتلقي وبعثت القصيدة فيها.
تشكل العاطفة الدعامة الأساسية للقصيدة وتكون أهم من الحقائق والأفكار والهدف الرئيسي منها إثارة الانفعال في نفوس القراء والسامعين بعرض الحقائق رائعة و تمتاز العبارة بالانتقاء والتفخيم والوقوف على مواطن الجمال كما تكون الصور الخيالية والصنعة البديعية والكلمات الموسيقية مظهر الانفعال العميق فاتت العبارة في القصيدة الأموية جزلة قوية ،إذا عبرت عن عاطفة قوية حية والعمل الأدبي هو صياغة هذه العناصر في وحدة متكاملة ،للتعبير عما يريد الأديب أن يقوله.

مقدمة عن التحولات الشعرية في العصر الأموي :

لقد تم البحث في الشعر الأموي على أنه امتداد للتجربة الجاهلية ,و تطوره تحت تأثير التحولات الكبرى لهذا العصر , بظهور الدين الإسلامي ,والتبدل العام على النواحي الحياة , السياسية , والفكرية , والجماعية. ومن ناحية أخرى نراها بالحياة المدنية . ويتمثل التحول الشعري , إبان العصر الأموي , برأي الشاعر والباحث أدو نيس في كتابه " الثابت والمتحول " في تجربتين : الأولى يسميها التجربة الذاتية , ويعني بها إعطاء الأولية للعالم الداخلي , عالم العواطف والرغبات والأهواء , على العالم الخارجي , عالم القيم الأخلاقية والاجتماعية ,آو على الأقل ,تغليب الأولى على الثانية . والثانية هي التجربة السياسية الأيدلوجية , ويعني بها التوحيد بين الشعر والفكر , آو اعتبار الشعر شكلا من أشكال الفكر . ....... ويتابع فيقول : وإذا أمكن أن نربط التجربة الأولى بامرئ ألقيس , فمن الممكن أن نعتبر التجربة الثانية امتداد لموقف الإسلام من الشعر , وللمنحى الذي يتمثل في شعر عروة بن الورد وحياته .

إذا صح القول أن الشعر في الجاهلية كان " ديوان العرب " وأنه لم يكن للعرب " علم أصح منه " , فأننا نستطيع أن نصف الشعر الجاهلي بأنه الأصل الأول للثقافة العربية . ولا يجوز أن يوحي هذا الوصف بأن الشعر الجاهلي نمط واحد , بخصائصه ومناحيه , ,انه بالتالي واحد في قضاياه وموضوعاته . ذلك أن دراسة هذا الشعر تؤكد ما يناقض ذلك .فلشعر الجاهلي شبكة من الخيوط والاتجاهات , وليس خيطاً وحيداً ....... وبرأي نفس الباحث : أن هذا التعدد تجلى ,بدءا من ظهور الإسلام , في اتجاهين : الأول يحافظ على القيم السائدة : القديمة التي أقرها الإسلام , والجديدة التي نشأت معه , والثاني يتمرد عليها ويخرج .

ويتابع بأن يصف شعراء التجربة الأولى أي التجربة الذاتية , بأنهم شعراء التمرد على القيم السائدة , وهي هنا , أو أخر , المنحى الذي يمثله امرؤ ألقيس , فان من الطبيعي أن نشير أولاً إلى مظاهر تمرده وخروجه , وخصوصاً أنه يمثل , في التراث العربي , النموذج الشعري الأول للخروج , أي التحول . تمرد الذات الشعرية وتطلعاتها : من خلال الدراسات المستفيضة على شعر هذا العصر , نلاحظ أن أهم التحولات والتغيرات التي طرأت على القصيدة ,كانت في منحاها الذاتي . حيث كان هناك توكيد على الصلة بين الشعر والحياة اليومية .... وخاصة جوانب اللهو, واللذة من هذه الحياة . وهي التي تتجسد في شعر الحب , والخمر ...

ونرى تعمق الحس المدني ,نتيجة الحياة الحضرية المترفة . كما في شعر عمر بن أبى ربيعه ,حيث ظهرت جمالية مدنية ,مقابل جمالية بدوية كانت . وهنا لابد من ملاحظة التمرد , ورفض القيم البدوية , والقيم الدينية الناشئة , والأخلاقية . فامتزجت القصيدة بالأغنية , حيث تم تلين اللغة الشعرية , وكتابة المقطوعات , والقصيدة ذات الموضوع الواحد , وكتابة الشعر بأوزان خفيفة , وإيقاعات سهلة . بذلك أصبح الشعر تجربة ذاتية .

*_ لقد" وصل هذا المنحى الذاتي إلى أوجه الجمالي في شعر ذي الرمة , والى أوجه الجنسي في شعر عمر بن أبي ربيعه , والى أوجه النفسي في شعر جميل بثنية . فقد أعطى ذو الرمة اللغة الشعرية بعداً تصورياً لا عهد لها بيه , فأكمل بذلك ما بدأه امرؤ ألقيس , وفتح لمن سيأتي بعده العالم الشعري الحقيقي , وأعني بيه عالم المجاز . ففي شعره نتلمس البداية لاعتبار الشعر أكثر من مجرد تعبير عن الحياة , والنظر إليه كطاقة تكمل الحياة , وتضيف إليها ما لا تقدر عليه الطبيعة بذاتها .نتلمس بتعبير أخر , بدايات اعتبار إبداعا ,لا مجرد نقل وتفسير . وهكذا يضعنا شعره في أفق من المماثلات والمقابلات فيما بين عناصر الطبيعة وأشيائها , البدوية والحضرية ,الكونية والذاتية , والجسدية والذهنية , بحيث تبدو الطبيعة كلها , على تباين عناصرها وتضادها , وحدة وجود ووحدة خيال . وفي هذا ما يحيد بالكلمات عما وضعت له أصلا , ويعطيها معاني جديدة وأبعادا جديدة .
والواقع أن شعر ذي الرمة يمثل مرحلة انتقال , أي مرحلة تجريب فهو انتقال بين اللغة الشعرية الواقعية , واللغة الشعرية المجازية ,وهو انتقال بين التقليد والتجديد , وهو انتقال بين الحساسية البدوية , والحساسية الحضرية . ولعل ذلك هو ما يفسر اضطراب النقاد في نظرتهم لشعره ."












خــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاتمة

ومن هنا فان نستطيع إن نقول بان الدولة العربية في عصر الأمويين، كانت من أكبر وأهم الدول في العالم بإطلاق، وقد جاءت أهميتها في المقام الأول من أن حكامها جعلوها عربية خالصة، ولا سيام بعد أن أنجزوا عمليات التعريب في ميدان الإدارة والنقد، التـي عُدت من أعظم المنجزات في العصر الأموي، لأنها ساعدت على تقوية الحكم العربي بعد أن حولت كل شيء في جهاز الدولة إلى العربية، وبخاصة نشر اللغة العربية في الدواوين والتخلص من الموظفين غير العرب، فازدهرت اللغة العربية في هذا العصر.










































مصادر:

1-الدوله الاموية – موقع تاريخ العرب
2-العرب في الاندلس – موقع الاندلس
3- تاريخ العرب - البرت حوراني ( الطبعة البولندية)
4-جذور الخطاب السياسي العربي - د. احمد سعيد العيطاني
5-الرسالة الاعلامية العربية الموجهة الى الخارج - د. الياس المدني

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://chababsouf.yoo7.com
 
بحث حول الدولة الاموية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سوف :: للتحميل :: منتدى البحوث-
انتقل الى: